السبت، 2 يونيو 2012

قد كان لي قلب

قد كان لي قلب
قد كان لي قلب

استيقظت يوما على صوت آذان الفجر وهو يشق الكون ويهتك ستر الظلام,,, يدوي في الفضاء ليعلن التوحيد لرب الارباب ويوقظ الغافلين النائمين ليجيبوا داعي الله,,, فتقلبت على فراشي ونهضت كأنما على صدري الاغلال وكبلتني السلاسل فتوضأت وضوء المتثاقل وذهبت أجر الخطى الى المسجد لااسمع الا وقش النعال وفحيح الانفاس واردد بين الحين والآخر التهليل والتسبيح لرب العالمين عندماارفع راسي للسماء وارى تلك النجوم تزهر كأنما تسبح باريها.


وقطع ذلك اقامة الصلاة فأسرعت الخطى وصففت خلف الامام استمع لما انزل من الآيات!!
ولصلاة الفجر روحانية مختلفة عن الصلوات الاخرى فحاولت ان اسمع بقلبي لمايتلى من الايات,, فقلت مابال القلب لايتحرك ولايخشع لهذه الآيات التي لو انزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله!! أهو السر في صوت الإمام وأدائه؟؟ ام انها في اذن السامع وقلبه؟؟ فأصغيت الى الامام.. واذا بصوت شجي جميل خاشع فايقنت ان السبب في اذن السامع بل في قلبه.
فسالت القلب.. مابالك لاتتأثر ولاتتحرك؟؟ فقال سل العين لما لاتدمع وتغسل ماران علي من الذنوب؟؟ ام انها شغلت بالنظر هنا وهناك فلم تتفكر في ماحولها من الآيات ولم تخلُ يوما تقلب ناظريها في ماخلق الله!! بل شغلت في النظر الى ردئ المناظر وقبيح الصور. وسل الأذن كم سمعت من اللغو والباطل والزور؟؟ وكم أصمها من صخب الحياة وضجيج الكلام الذي لايزيدها الا صمما واعرضت عن سماع الحق والنور المبين فزادتني مرضا,,,.وسل اليدين كم بطشت وطاشت في الحلال والحرام؟؟ ولم تعقد أنملة تسبح الله وتقدسه,,, .
وسل القدم كم حملت ومشت وذهبت وجاءت في خطى تائهة؟؟ لاتحمل صاحبها الى رياض الجنة ومنازل السكينة وحفيف الملائكة,,,.
وسل الفرج كم صدق الجوارح ووافقها وذل في تلبية رغبتها وشهوتها متغافلا عن اللذة العظمى في الجنة,,,. 
وسل اللسان كم كذب واغتاب ونطق؟؟
وكم القى من الكلمات من سخط الله لايلق لها بالا يزل بها في الدركات؟؟ .

ثم تنهت القلب وقال... 
لا تسلني عن حياتي وكلهم يقذفونني بالشهب المحرقة ويسقونني السم الزعاف !!وإن امرتهم لايسمعون وان نهيتهم لايطيعون,,, 
فهل لي بعد هذه السهام القاتلة من حياة؟؟

لاتقل نعم!! 
ولكن قل.. قد كان لي قلب ينبض بالحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق