الأربعاء، 6 يونيو 2012

مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق الرافعي
    مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي 
(1298 - 1356 ) هـ الموافق (1 يناير 1880 - 14 مايو 1937) م

نشأته :
     ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا وبذلك يكون الرافعى قد عاش سبعة وخمسين عاما, كانت كلها الوانا متعددة من الكفاح المتواصل في الحياة والأدب والوطنية.
    اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي, وأصله من مدينة طرابلس في لبنان ومازالت أسرة الرافعى موجودة فيها حتى الآن,

     أما الفرع الذى جاء إلى مصر من اسرة الرافعى فإنّ الذى أسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعى الذى وفد إلى مصر سنة 1827, ليتولى قضاء المذهب الحنفي أى مذهب أبي حنيفة النعمان بأمر من السلطان العثمانى حيث كانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية.
   كما يقال ان نسب أسرة الرافعى يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعى عدد كبير من إخوته وأبناء عمّه, وبلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعى سنة 1937 ما يزيد على ستمائة فرد.
    كما يقول محمد سعيد العريان في كتابه "حياة الرافعى" : "وكان العمل الرئيسى لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعى حتى وصل الامر إلى الحد الذى اجتمع فيه من آل الرافعى أربعون قاضيا في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد , وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعى وقد تنبه اللورد كرومر إلى هذه الملاحظة فأثبتها في بعض تقاريره إلى وزارة الخارجية الإنجليزية, لأنها كانت ظاهرة ملفتة للنظر وتحتاج إلى تفكير وتأمل.
    كان والد الرافعى هو الشيخ عبد الرازق الرافعى الذى تولى منصب القضاء الشرعى في كثير من أقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية.

 أما والدة الرافعي فكانت سورية الاصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي، وهو تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية، وكان له فيها ضيعة.
حياته :     ولد مصطفى صادق الرافعى في يناير سنة 1880 وآثرت أمه أن تكون ولادته في بيت أبيها.

 دخل الرافعى المدرسة الإبتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال أنّه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاماً بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية.
     ولم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. معنى ذلك ان الرافعى كان مثل العقاد في تعليمه, فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية. كذلك كان الرافعى مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هي فقدان البصر عند طه حسين وفقدان السمع عند الرافعي ومع ذلك فقد كان الرافعي مثل زميليه العقاد وطه حسين من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات التي وضعتها الحياة في طريقه, وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد, وعلّم نفسه بنفسه حتى استطاع أن يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه.
     تزوج الرافعي في الرابعة والعشرين من أخت صديقه الأديب الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي صاحب مجلة البيان وصاحب أفضل شرح لديوان المتنبي , وأنجب الرافعي من زواجه عشرة أبناء.

     اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها.
     عمل في عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طخا، ثم انتقل إلى محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقي فيها حتى رحمته تعالى .
     في يوم الأثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواءً، ثم عاد إلى مصلّاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلمّا كان بالبهو سقط على الأرض، ولمّا هبّ له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى باريها، وحُمل جثمانه ودُفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. مات مصطفى صادق الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً.
    على ان الرافعى لم يستمر طويلا في ميدان الشعر فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية وعندما نتوقف أمام ظاهرة انصرافه عن الشعر نجد أنه كان على حق في هذا الموقف فرغم ما أنجزه في هذا الميدان الأدبى من نجاح , ورغم أنه استطاع ان يلفت الأنظار إلّا أنّه في الواقع لم يكن يستطيع ان يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره و خاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فقد أعطى هذان الشعران التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم في هذا الجيل.
تميز شعر حافظ إبراهيم وأحمد شوقي بالسهولة والغزارة مما أتاح لهما القدرة على الانتشار بين القرّاء حتى لو كان هؤلاء القرّاء متوسطين في ثقافتهم فأين يذهب الرافعي في هذه المعركة الكبيرة , وشعره لم يكن شعراً سهلاً بل كان شعراً صعباً يحتاج إلى ثقافة أدبية ولغوية عالية لكي يفهمه من يقرأه ولكى يتذوقه بعد ذلك ويستمتع به.
     لعل الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربى التقليدي في أدبنا فقد كان يقول: " إنّ في الشعر العربى قيوداً لا تتيح له أن ينظّم بالشعر كل من يريد أن يعبر به عن نفسه " وهذه القيود بالفعل هي الوزن والقافية.
كانت وقفة الرافعى ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل وأهمية هذه الوقفة أنّها كانت حوالي سنة 1910 أي في أوائل هذا القرن وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربى جزئياً أو كلياً من الوزن والقافية.
      الميدان الأول الذى انتقل إليه الرافعي الذي كان مقيداً بالوزن والقافية هو ميدان النثر الشعري الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الإلتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره.
     أما الميدان الثانى الذى خرج إليه الرافعي فهو ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن "تاريخ آداب اللغة العربية" وهو كتاب بالغ القيمة ولعلّه كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لأنّه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة 1911.

    ثم كتب الرافعى بعد ذلك كتابه المشهور "تحت راية القرآن" وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن. ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم "الشعر الجاهلى".
    ثم يأتى الميدان الاخير الذى تجلّت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربى المعاصر والقديم وهو مجال المقال والذى أخلص له الرافعي في الجزء الاخير من حياته وأبدع فيه إبداعاً عجيباً وهذه المقالات جمعت في ما بعد في كتاب سمّيَ "وحى القلم".

مؤلفاته :1. تاريخ آداب العرب (ثلاثة أجزاء)، صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329هـ = 1911م.
وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359هـ = 1940م.
1. إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928م.
2. المساكين، صدرت طبعته الأولى عام 1917م.
3. السحاب الأحمر.
4. حديث القمر.
5. رسائل الرافعي، وهي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى محمود أبي رية، وقد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
6. تحت راية القرآن، مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين .
7. على السفود، وهو رد على عباس محمود العقاد.
8. وحي القلم ، (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثرها لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي (1934- 1937)م.
9. أوراق الورد .
10. رسائل الأحزان .
11. ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م.
12. ديوان النظرات (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908م.
يُذكر أنّه ألّف النشيد الرسمي التونسي الذي لا يزال معمولاً به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحِمى .
مقالات من كتابه " وحي القلم " :
 اليمامتان أيّها البحر , الطفولتان , في الربيع الأزرق
الحب الأول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق